الإهتمامات الادبية والفكرية للزعيم الراحل جلال الطالباني

2024-04-08
م د ناصر كاظم خلف جامعة ميسان/ كلية العلوم السياسية - قسم النظم السياسية
الملخص العربي
لم يكن الزعيم الراحل جلال الطالباني مجرد سياسي ينشغل بهمومه السياسية فقط، بل كان شخصية فريدة من نوعها مجبولة بكارزما تأخذ مداياتها لإتجاهات عديدة.
لقد كان الطالباني انسانا شفافا بمعنى الكلمة، فهو ينتصر للإنسانية جمعاء وينتصر للحق على الباطل وكانت خطاه قد رسمت تاريخ كبير من النضال التحرري الإنساني فكان رمزا من رموزه ، فتراه يعاضد كل الحركات التحررية في العالم ضد الإستعمار او المستبدين .
 وكانت علاقة الرئيس الطالباني بالأدب والأدباء علاقة وطيدة نابعة من ولعه بالأدب والصحافة، فهو اثرى ثقافته ونهل من الادب الانساني عامة، وحفظ الكثير من الشعر ، وكان صنو شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري ونديمه ورفيقه في سفر النضال والتحرر.

المقدمة
تمثل حياة الزعيم والرئيس الراحل جلال الطلباني شطرا كبيرا من حياة نضالية شهدت مراحل مهمة من تاريخ العراق والعالم، وكانت بصماته على مسيرة النضال للشعب الكردي علامة فارقة امتدت الى ستة عقود من مراحل شهدت انقلابات وثورات وحروب غيرت مجرى التاريخ.
وتجلى نبوغ الرئيس الراحل منذ طفولته، اذ كان مشروع سياسي وصحافي بارع، فاختط لنفسه مسارا سياسيا نضاليا مزج من خلالها الكلمة الحرة بالعمل النضالي .
    وشارك الرئيس الراحل بمؤتمرات دولية في العديد من بلدان العالم لنشر رسالته النضالية ، والتقى العديد من رموز العالم السياسية والفكرية التي تغنت بحرية الشعوب.
وكان جلال الطالباني قريبا جدا من الأدباء والمثقفين بحكم انتمائه للصحافة منذ بداية حياته ، بقي طوال حياته قريبا من همومهم وتطلعاتهم ،  لكن  شطرا كبيرا من حياته كانت برفقة الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري.
اهمية البحث
تكمن أهمية البحث في انه سلط الضوء على جانب من حياة الزعيم الراحل قلما تم تداولها في أغلب المصادر والتي كانت تركز بشكل كبير على دوره السياسي متناسية دوره الأدبي وعلاقته بالمثقفين والأدباء.
فرضية البحث
  يفترض البحث الى فرضية مفادها ان شخصية الرئيس مزجت مابين العمل النضالي التحرري لمقاومة الطغيان والظلم بالعمل الصحفي، الأمر الذي جعل انتماؤه ملتصقا بالأدب والأدباء والمثقفين، كونه جزءا منهم، وقد امتزجت تلك الإتجاهات لتكون جزءا من تكوينه.

اشكالية البحث
   إشكالية طالما ينظر إلى الزعيم الراحل على أنه رجل سياسة وخاض غمار النظال المسلح ضد السلطة المركزية على مدى عقود من الزمن على الرغم من الدور الكبير للزعيم في مجال الصحافة والثقافة والادب وعلاقاتها الشعراء والكتاب.
منهجية البحث
خلال هذا البحث استدلنا بمنهج التحليل الوصفي والمنهج الإستقرائي لسبر اغوار الشخصية الوطنية جلال الطالباني، والوقوف على بعض المراحل المهمة في حياته فضلا عن علاقته بالكلمة الهادفة.
المحور الاول: السفر الخالد للرئيس الراحل
ولد الرئيس الطالباني في 2 تشرين الثاني من عام 1933 على سفوح جبل كوسرت المطلة على بحيرة دوكان، من اسرة دينية إذ كان والده مرشدا للتكية الطالبانية في قضاء كويسجق، وقد دفعت الأحداث الجسام التي عاصرها في طفولته ان تنمي عنده حسه الفكري والسياسي وعجلت دخوله معترك النضال القومي، وساعد نبوغه ان يحفظ الكثير من القصائد الوطنية التي كان يلقيها في المناسبات الوطنية.
وانتخب الطالباني عضوا في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني وهو في الثامنة عشرة من عمره، ولم يبتعد عن محيطه العربي حتى عندما عمل كان منخرطا في نشاطه السياسي عندما كان طالبا في كلية الحقوق في جامعة بغداد للمدة مابين 1953-1958، بعد ان كان معدله يؤهله لدخول كلية الطب، لكن تأخر تزويده  بشهادة حسن سلوك من قبل دائرة التحقيقات الجنائية بسبب اعتقاله من قبل السلطات آنذاك ، ونقل اوراق قبوله بعدئذ الى كلية الحقوق، ليلتحق بعد تخرجه كظابط  مجند في الجيش العراقي وآمر لكتيبة عسكرية مدرعة.
وفي عام 1965 انشق الطالباني عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ليعلن بعد عشرة اعوام عن تأسيس حزب الإتحاد الوطني الكردستاني ذو التوجه اليساري الإشتراكي ، وانتخب امينا عاما للحزب حتى وفاته.
في ثمانينيات وتسعينيات  القرن الماضي، كان الطالباني معارضا شديدا لصدام حسين وانخرط في صفوف المعارضة العراقية في الخارج وشارك في مؤتمراتها ووفودها الى الدول الأجنبية ، وكان له دور فاعل ، وآخرها في مؤتمر لندن عام 2002، وبعد انهيار النظام السابق شارك الطالباني في مجلس الحكم الإنتقالي الذي تأسس بعد عام 2003، وترأس المجلس في تشرين الثاني 2003 عندما انيطت له رئاسة الجمهورية لشهر واحد، قبل ان يتم انتخابه رئيسا للجمهورية مع اول حكومة دستورية منتخبة عام 2006 ليعاد انتخابه لولاية ثانية عام 2010 .
كان الطالباني شديد الإعتزاز بقوميته الكردية ولايتردد عن القول: انا سنبقى شركاء في وطن واحد ، مادام شركاؤنا يحرصون على ان يكون العراق للجميع وسيكون للجميع اذا لم ننكفئ على ماتعاهدنا عليه في ان يكون العراق ديمقراطيا تحكمه قيم العدالة والمساواة وتترسخ فيه المواطنة بإعتبارها قاعدة الحكم ومصدره، وان تنأى عن النزوع نحو تغليب الطائفية والمذهبية.
وقد امتزجت الثقافات والاتجاهات المختلفة عند مام جلال لتكون شخصية كبيرة صعبة المراس رغم ظرافتها وانسانيتها وسلاسة المشاعر العفوية الطيبة ، لكنه امام قضاياه المصيرية تجده انسانا صلبا قويا مدافعا عن حقوق شعبه ومبادئه .
ويعد الرئيس الراحل دائرة معارف واسعة لوحده فضلا عن اتقانه للعديد من اللغات  الأقليمية ، كالعربية والفارسية والأذرية والتركية والإنكليزية والفرنسية  ولغته الكردية الأم، كما ان علاقاته برؤساء وشخصيات معروفة على  المستويين السياسي والثقافي.

المحور الثاني :الميول والاهتمامات الادبية والصحفية لجلال الطالباني
قد لايختلف اثنان ان الرئيس الطالباني كان عاشقا للادب والصحافة منذ طفولته، وقد اعترف ذات يوم انه اقرب الى الصحافة من السياسة، وكان قد ترأس صحيفة (كردستان) بين عامي 1959 و1960 التي كانت تصدر باللغة الكردية في بغداد، كما انه كان يكتب بإستمرار في صحيفة (خابات) أي الشعب، ثم كتب في صحيفة الشرارة الكردية وهو من الصحافيين العراقيين الرواد، إذ كان عضو الهيئة الإدارية لأول نقابة للصحفيين العراقيين والتي ترأسها الشاعر محمد مهدي الجواهري الذي حمل هوية العضوية رقم (1) ، وحسب قول الزعيم الطالياني (كنت اتمنى ان اصدر صحيفة في ظل عراق  ديمقراطي، وكانت هذه اهم امنياتي ) ولهذا منح من قبل عدد من الصحفيين العراقيين القدامى بينهم فائق بطي وفخري كريم هدية الرقيم الذهبي بمناسبة عيد الصحافة العراقية بإعتباره احد ابرز روادها.
وكان الرئيس الراحل منذ طفولته بدت عليه سمات النبوغ الفكري والادبي، فلقب (مام جلال) الذي لايعني العم بالصيغة العمرية بقدر ما يعني (الحكيم) وبصورة واخرى يتقارب المعنيين ، فلابد للعم ان يكون حكيما وذكيا لاسيما وانه منذ صباه يترأس الوفود الطلابية في المناسبات السياسية والإجتماعية ، وقد احتفظت سجلات مدرسته الأولى في كويسنجق بوثائق الطالباني الطالب ، إذ كانت درجاته منذ الصف الأول فيها وحتى تخرجه من المرحلة الإبتدائية الأعلى بين أقرانه ، ويقول (مام جلال )    (عندما انهيت الدراسة الإبتدائية حزت المرتبة الأولى وبتفوق على مدارس لواء محافظة السليمانية  كله ) واستمر هذا التفوق طوال دراسته الإعدادية.
 وبسبب ذائقته الأدبية وميوله الشعرية ، كان الأساتذة من المعلمين يكلفون (مام جلال)  بإلقاء القصائد خلال الأصطفاف الصباحي قبيل بدء الدراسة في المدرسة، إذ كان يختار القصائد الوطنية لتنمو في مشاعره ميزتان، الشعور والاحساس الملهم بقضيته وهموم وطنه، وحبه للشعر والادب، وهاتان الصفتان صنوان لايفترقان، لذلك لايخلو نشاط  طلابي سياسي او ادبي في تلك الحقبة ومابعدها الإ ويبرز دور الزعيم الطالباني فيه.
وكان اقترانه بالدكتورة هيروخان قد اضفى على هاتين الصفتين صفة الديمومة والتواصل، فهي ابنة احد اعمدة الأدب الكردي وهو القاص ابراهيم احمد رائد القصة الحديثة ومؤسس مجلة (كلاويز) مابين الأعوام 1939-1949، واول من كتب الرواية الحديثة ، إذ تعد رواية (مخاض شعب) التي كتبها عام 1959 علامة فارقة في الأدب الكردي إذ ترجمت الى العربية والإنكليزية والفارسية ، وفضلا عن ذلك كان ابراهيم احمد شخصية سياسية متألقة ، اذ يعد احد قادة انتفاضة 6 أيلول 1930 ضد الإحتلال البريطاني ، كما انه كرس دفاعه عن الفقراء والمظلومين والفلاحين ووقوفه ضد الاقطاع وعرض حياته للخطر.
 لقد كان ولع (مام جلال ) بالثقافة والمثقفين شديدا ، فهو كان يطمح الى انتصار قيم المعرفة النظرية على المعايير العملية للسياسة، وظل وفيا لحلم المثقف اكثر من الوفاء لمقاصد السياسي العملية وبرهن طوال حياته على هذا الاخلاص في الهواجس المعرفية والادبية التي كانت تصاحب نقاشاته وفي ولعه بالكتاب والحوارات ، حتى اصبح قاسما مشتركا للكثير من النشاطات الادبية والمهرجانات الشعرية سواء في بغداد او كردستان، او في دول العالم عموما.
كان مام جلال في خضم صراعاته السياسية وممارسة السلطة يحاول ان يجرد السياسة قدر المستطاع من ابعادها النفعية والمصلحية المؤقتة خاصة عندما تحتدم تلك الصراعات وتتفاقم، يلجأ الى تقديم اجوبة او حلول في صيغ ادبية او ثقافية ليشذب التناقضات ويهذبها ويغلفها بتلك الروح الشفافة الضاحكة ويحتوي الأزمات بفطنة السياسي وروح المثقف المفكر ليعيد بناء الوعي ويقود التسويات في محيط مشحون بالطائفية والقومية.
وكانت بصمات مام جلال مع الأدباء واضحة، فهو لم يألو جهدا لمساعدة من يحتاج المساعدة منهم، وعندما تناهى الى سمعه ان جهات غير حكومية تعلن انشاء صندوق تكافل اجتماعي لشراء قطعة ارض للأديب ناظم السعود ، او سكن يليق به وبعائلته، بادر كأول متبرع بمبلغ خمسة الآف دولار لهذا الصندوق.
وقد دأب مام جلال  بعد عام 2003 على التواصل مع أدباء المهجر ليحثهم للعودة الى الوطن ، فقد ناشد رفيق كفاحه الشاعر الراحل مظفر النواب وعرض عليه ان يكون مستشارا له، لكن مدة وجود النواب في بغداد لم تكن طويلة بسبب تداعيات مرضه، ورجع عائدا للأمارات.
   ولم يلهيه تسنمه لمنصب رئاسة الجمهورية عن التواصل مع المثقفين والادباء فكان حاضرا بأستمرار تربطه صداقات مع القاص ياسين النصير والقاص فضل ثامر والشاعر الفريد سمعان ود خيال الجواهري فضلا عن علاقته الطويلة مع شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري.
المحور الثالث : الطالباني والجواهري
   كان الزعيم جلال طالباني مفتونا بالشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري منذ صغره، عندما كان مام جلال لازال في مرحلة الدراسة الابتدائية اشترك في جريدة الاهالي لتقوية لغته العربية فجذبته ابياتا للجواهري ضمن قصيدة تأبينية للزعيم الوطني العراقي  جعفر ابو التمن منها :
ذعر الجنوب فقيل كيد خوارج
وشكى الشمال فقيل صنع جوار
   وبات الفتى الطالباني يتابع بشغف اشعار الجواهري حتى انه وطد علاقته باللغة العربية من خلال قصائد الجواهري فكان يتسائل مثلا عن معانيها من خلال الرجوع الى المنجد، فمثلا يقف عند بيت شعري له بك تتعطر الارضون والأيام) حينها لم يكن يعرف كلمة (ارضون) ماذا تعني فيسأل عن معناها ويسأل عن معنى الكلمات التي ترد في اشعاره والتي يجهل معناها، هذه العلاقة الروحية مع الجواهري قويت اواصرها وعراها فيما بعد.
  يقول مام جلال (كنت اصغر سياسي كردي - ممثلا عن طلبة مدينتي كويسنجق- ولا اعرف اين اضع قدمي وسط الحشود الطلابية القادمة من جميع انحاء العراق الى بغداد لحضور مؤتمر طلابي يشكل بداية مسيرتي السياسية، وكان تعاطف العراقيين كبيرا مع المؤتمر الطلابي الذي عقد في صبيحة يوم الرابع عشر من نيسان من عام 1948 في ساحة السباع ، وسمي بمؤتمر السباع ،وتحول المؤتمر الى احتفال شعبي القى فيها الشاعر الكبير الجواهري قصيدة في هذا الإحتفال بعنوان (يوم الشهيد) والتي تبدأ بمطلع
يوم الشهيد تحية وسلام              بك والنضال تؤرخ الأعوام
   وكنت قريبا جدا من الجواهري وتلك هي المرة الأولى التي التقيه فيها وجها لوجه ، وعند قبولي في كلية الحقوق في بغداد التقيت صديقي زهير خطاب من اربيل وكان معجبا بالجواهري هو الآخر ، وكنا دائما نتحدث عنه ، وقلنا لم لانزوره لاسيما وانه كان يصدر صحيفة يومية ومكتبه يقع في الحيدرخانة ، وقبل انتهاء الدوام بساعة قصدنا مكتبه، وعند الباب سألونا عن غايتنا من زيارته فقلنا لهم بأننا من الطلبة الجامعيين الكرد ونروم التعرف عليه ، فأستقبلنا بترحاب بعد ان قدمنا نفسينا اليه واوضحنا له بأننا من المعجبين به وبشعره وقد ابدى مشاعره وعواطفه الكريمة إزاء الشعب الكردي ، وكان هذا هو اللقاء الأول.
وتطورت العلاقة بشكل جدي بعد ثورة 14تموز عام 1958، اذ كانت هناك علاقة عمل، عندما كان الطالباني يطبع جريدته في مطبعة الجواهري ، مما اتيحت له الفرصة لتبادل الاحاديث والآراء معه  حول الشؤون السياسية والفكرية ، وزادت تلك الآصرة بشكل ملفت عندما فاز الطالباني بعضوية الهيئة الأدارية لإتحاد الأدباء والكتاب العراقيين التي فاز برئاستها الجواهري، فكانت هناك اجتماعات ولقاءات اسبوعية تحولت الى صداقة حميمة ، وكان الطالباني بالنسبة للجواهري كالدرويش الى الشيخ كما يصفها مام جلال حفظ من خلال تلك العلاقة الكثير من اشعاره، وتعرف الى تفاصيل حياته حتى عندما تعرض الجواهري للإضطهاد واضطر الى مغادرة العراق متوجها الى براغ ،والتقيا هناك مرارا خاصة بعد دعوة الجواهري الى مؤتمر الطلبة الأكراد في ميونخ  في المانيا فألقى الجواهري قصيدته المعروفة:
قلبي لكردستان يهدى والفم         ولقد يجود بأصغريه المعدم
ودمي وإن لم يبق في جسمي دم     وغدت جراحي من دمائي تطعم
تلكم هدية مستميت مغرم             انا بالمضحي والضحية مغرم
انا صورة الألم الذبيح أصوغه        كلما عن القلب الجريح  يترجم
وقد توالت اللقاءات بين الجواهري والطالباني -بعد سنوات - خاصة بعد ما تأسست في براغ لجنة عليا للدفاع عن الشعب العراقي  ضد القمع والإرهاب بعد انقلاب عام 1963 الذي اودى بحياة الزعيم عبدالكريم قاسم ، وضمت هذه اللجنة شخصيات ثقافية وسياسية ، إذ توطدت العلاقة بين الطالباني والجواهري وكان طالباني يحرص على قضاء اطول وقت معه سواء في الأماكن العامة او في بيت الجواهري الذي استضافهم مرارا.
 ومن المواقف المشهورة بين الرمزين ، ان الطالباني ارسل رسالة عتاب للجواهري مع احد قادة الحزب الشيوعي مع (طاقية ) ومن ضمن عبارات الطالباني : الست  انت القائل:
أيلزم من شفة على عذاباتها    لضحت أماني عزة وأباء
ابى ضعف لإيمان يخدع نفسه    من سن حب الموت للبؤساء
فرد الجواهري بقصيدة جميلة مطلعها :
شوقا جلال كشوق العين للوسن   كشوق ناء غريب الدار للوطن
ومن الطرائف ان مام جلال سأل ذات يوم هل من الممكن ان نشبه الجواهري بأحد شعراء الكرد، فقال مازحا ، (هل تريد ان تستعدي الشعراء الكرد ضدي ، لا اعتقد ان هناك شاعرا يضاهي الجواهري).
كان يرى في الجواهري قامة شعرية كبيرة ورمزا ثوريا حفر اسمه في قلوب الأكراد قبل العرب فكان مام جلال مخلصا لذكراه ورمزيته فأقيم له تمثال في وسط مدينة السليمانية يتوسط شارعا بأسمه.
الخاتمة والإستنتاجات
 كانت حياة جلال الطالباني زاخرة بكل معاني الحياة والإنسانية، ولم تقتصر على النشاط السياسي والداعم لتطلعات الشعوب التواقة الى التحرر، بل كانت له اهتمامات ادبية وفكرية تجلت في اوجه عديدة منها حبه للصحافة ونشاطه الدؤوب في تأسيس صحف عديدة ، كما كان اهتمامه بالشعر والادب لايقل عن نشاطه السياسي ، ويمكننا ان نستنتج ميول شخصية الزعيم بما يأتي:
 لم يقتصر كفاح الراحل جلال الطالباني من اجل قومية او طائفة معينة وانما كان فنارا للنضال التحرري والإنساني ككل .
ان جلال الطالباني مزج مابين الكلمة الشريفة الهادفة الصادقة وديمومة العمل النضالي لتكون تلك الاتجاهات جزءا من شخصيته.
ان الصحافة والادب خلقت الشفافية في شخصية الطالباني التي اعطتها دراسة القانون بعدا اكاديميا ومعرفيا ثرا .
ان الطالباني  شخصية وطنية وسطية واعتدالية تمسك العصا من الوسط لتدرء الأزمات والعقبات التي واجهتها العملية السياسية في العراق .
 

المزيد

Copyright © 2024 . PJT Foundation. All right reserved